20‏/03‏/2012

اليوم السابع (جثمان البابا يصل وادى النطرون وتعذر دخوله للدير بسبب حشود الأقباط)

جثمان البابا يصل وادى النطرون وتعذر دخوله للدير بسبب حشود الأقباط

الثلاثاء، 20 مارس 2012 - 17:33
وصول جثمان البابا لدير الأنبا بيشوى وصول جثمان البابا لدير الأنبا بيشوى
كتب: نادر شكرى وكريم صبحى ـ ووادى النطرون: ناصر جودة وجمال سعيد
وصل جثمان قداسة البابا شنودة، والوفد المرافق له، محيط دير الأنبا بيشوى، إلا أن مئات الآلاف من الأقباط الذين احتشدوا أمام وداخل الدير حالوا دون دخول الجثمان، فى الوقت الذى تواصل فيه عناصر الشرطة العسكرية فتح ممررات عبور سيارات الموكب.

ووسط تواجد الآلاف من الأقباط الذين توافدوا على الدير لوداع البابا منذ فجر اليوم، من المقرر أن يتم وضع جثمانه داخل الكنيسة الأثرية بالدير، فيما توافد عدد كبير من الرهبان والقساوسة من مختلف الأديرة والكنائس إلى الدير لحضور مراسم الدفن.

وكثفت الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية تواجدها فى محيط دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ومنعت دخول السيارات إلى الدير، كما تواجدت أكثر من 20 سيارة إسعاف وسيارة لكشف المفرقعات لتأمين مراسم الدفن.

وتشهد منطقة دير الأنبا بيشوى، تدافعا شديدا بين الآف المشيعين لجثمان البابا شنودة، ورجال الشرطة العسكرية المتواجدين، لتأمين جثمان البابا شنودة.


واصطف الرهبان والقساوسة فى مدخل المدفن الذى سيدفن فيه البابا شنودة، وهناك العشرات من الرهبان يصلون صلاة التسبحة تمهيدا لدفن البابا، وهناك حالة من البكاء الشديدة وأجراس الكنائس متواصلة فى دير الأنبا بيشوى.

عاجل كلمه الرائعه فاطمه ناعوت عن قداسه البابا شنوده الثالث وشاهد ماذا قالت عن الشيخ وجدى غنيم وسبه للبابا

عاجل كلمه الرائعه فاطمه ناعوت عن قداسه البابا شنوده الثالث وشاهد ماذا قالت عن الشيخ وجدى غنيم وسبه للبابا




تابوت البابا شنودة هدية من بابا روما.. والدفن بملابس الكهنوتية الرسمية البيضاء

تابوت البابا شنودة هدية من بابا روما.. والدفن بملابس الكهنوتية الرسمية البيضاء

دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون
كشف القمص أفرايم الأنبا بيشوي أن التابوت الذي سيوضع فية جثمان البابا مهدي من الأنبا "برنابا" أسقف روما تكريما لقداسته وهو مصنوع من خشب الأبانوس، ومرسوم علية صورة السيد المسيح، ومكتوب عليه اسمه وتاريخ رسامته، ويعد تحفة فنية حقيقية.

جيهان محروس (البابا يرقد بسلام في الدير الذي أحبه)




البابا استقبل في هذا الدير نبأ اختياره بطريركًا.. وأعد فيه مزاره قبل وفاته

البابا يرقد بسلام في الدير الذي أحبه


دير الأنبا بيشوي
جيهان محروس هنا يُدفن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقيسة، في مزاره الخاص خلف المائدة الأثرية القديمة، داخل أسوار دير القديس العظيم، الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حسب وصيته الأخيرة..


تاريخ الدير

ويُعد دير الأنبا بيشوي، أحد أهم الأديرة القبطية في مصر؛ حيث يعد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون، الواقع غرب دلتا النيل، والذي يترأسه حاليًا الأنبا صرابامون.

ينسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي  تلميذ الأنبا مقار، وقد تم إنشاؤه في أواخر القرن الرابع الميلادي، بمشاركة مجموعة من الرهبان، وقد كانت آنذاك مساحته ضئيلة عبارة عن مجموعة قلالي للرهبان به وكنيسة في الوسط ،تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي، وذلك دون بناء أسوار، أما الآن فقد باتت مساحته حوالي فدانين و16 قيراطًا.


 وقد دُمرت هذه الكنيسة مرتان؛ الأولى في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة على الأديرة من الليبيين البدو عام 407 م وتم بناؤها بعد ذاك ..إلا أنها دُمرت مرة أخرى في الغارتين التاليتين عامي 434 و444 م.... وفي نهاية القرن السادس الميلادي تعرض الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر على التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 م.


 ويحوى دير الأنبا بيشوي بداخله خمس كنائس؛ أهمها وأكبرها  "كنيسة الأنبا بيشوي" وهي أكبر كنائس أديرة وادي النطرون، كما يحوي مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة الدير والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان.


وفي عام 817 م تخرب الدير مرة أخرى أثناء غارة البربر الخامسة، ولكن تم تعميره وإصلاحه في عهد البابا يعقوب الأول، وأكمل تعميره البابا يوساب الأول، وأعاد أجساد القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا الطموهي إلى الدير، كما أعاد بناء الكنيسة والدير بصفة عامة.. لذا فإن المبنى الرئيسي لكنيسة (الدير الرئيسية الحالية) يرجع إلى عام 840 م.


وفي عام 1069 م تعرض الدير لغزو البربر ليعاد ترميمه في عهد البابا بنيامين الثاني والذي دفن في الجهة القبلية بالكنيسة الكبرى بالدير.... وقد زار الدير عدد من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عنه، أمثال المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد قال عنه إنه: كبير جدًا، ولكن لا يوجد شيء على حالته.


البابا شنودة يعمر الدير

وفي عهد البابا شنودة الثالث، تمت حركة تجديد واسعة للدير؛ فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعين، كما أضاف للدير قرابة 300 فدان من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلى القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير.


وقد شهد دير الأنبا بيشوي حدثُا جللا في تاريخ الكنيسة، تم في عهد البابا شنودة الراحل؛ حيث تم عمل وإعداد زيت الميرون المقدس في الدير خمس مرات وهي في أعوام 1981، 1987، 1990، 1995، 2008 م وهذا الزيت يوزع على الكنائس القبطية في مصر وخارجها لنيل البركة منه واستخدامه فى الطقوس الكنسية.


البابا يعتكف ويحتج

ومن المعروف أن البابا شنودة الثالث، كان يلجأ إلى هذا الدير كل فترة للاعتكاف .. كما أن البابا كان يذهب إليه للاحتجاج على أمر ما يرفضه.


وتقودنا سيرة الاعتكاف إلى أهم حدث سياسي أخرج من داخله بداية الاحتقانات الطائفية التي عاشتها مصر في عهد السادات في نوفمبر عام 1972 وهو حادث «الخانكة» أو ما يُعرف بـ«حادث الزاوية الحمراء» والذي ترتبت عليه الصراعات بين السادات والبابا شنودة والتي انتهت  بإصدار السادات قرارًا جمهوريًّا في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة .. شمل أيضًا قرارًا بعزل البابا وتحديد إقامته في دير الأنبا بيشوي، واعتقال ثمانية أساقفة، وشخصيات مسيحية علمانية، وإيقاف مجلة الكرازة وصحيفة "وطني".. ليشهد الدير بذلك أول اعتكاف للبابا داخل أسواره تجاوزت مدته العامين.

ربما يظن الكثيرون أن هذا الاعتكاف كان الأول والأخير للبابا داخل الدير، لكن الذي ينظر إلى فترة رئاسة البابا للكنيسة الأرثوذكسية، والتي تخطت الـ 40 عامًا سيجد أن البابا أعلن احتجاجه داخل دير الأنبا بيشوي (هذا الدير الأحب إلى قلبه لما له من ذكريات خاصة لديه ) وكانت هذه الاحتجاجات يلجأ إليها البابا اعتراضًا منه على تباطؤ القيادات السياسية في عهد الرئيس مبارك، عن حل مشكلات الأقباط والكنيسة.


وصية البابا الأخيرة

ولشدة ارتباط البابا شنودة بالدير الذي طالما أحبه وفيه تم إخباره بنبأ انتخابه بطريركًا للكنيسة القبطية في نوفمبر1971، فقد أوصى قبل وفاته أن يُدفن جسده هناك؛ حيث أعد هناك مزارًا ليحوي جسده الطاهر، ويحوي جميع مقتنياته الخاصة حتى يتمكن شعب الكنيسة الأرثوذكسية من زيارته، ونوال البركة منه.. ويقع هذا المزار خلف المائدة الأثرية القديمة بالدير









ماذا كتبت ويكيبيديا، الموسوعة الحرة عن البابا





شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

البابا شنودة الثالث
صورة معبرة عن الموضوع شنودة الثالث (بابا الإسكندرية)
البابا شنودة الثالث

تاريخ الميلاد 3 أغسطس 1923
مكان الميلاد قرية سلام - محافظة أسيوط، علم مصر مصر
الاسم عند الميلاد نظير جيد روفائيل
تاريخ الوفاة 17 مارس 2012 (العمر: 88 عاماً)
مكان الوفاة القاهرة مصر
التعليم الليسانس من كلية الآداب جامعة فؤاد الأول
الكلية الإكليركية ,كلية اللاهوت القبطي
المهنة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
في مصر وسائر بلاد المهجر
اللقب معلم الاجيال
الجنسية مصري
الموقع http://www.copticpope.org
البابا شنودة الثالث (وُلِد باسم نظير جيد روفائيل) (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012)[1] ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني (1946 - 1956).[2]. وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.

محتويات

دراسته

التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. [بحاجة لمصدر]

انخراطه في العمل الديني

كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات.[3]
رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.

باباويته

وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي إندثرت.
في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. في عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.

خلافه مع السادات

طوال سنوات الثورة الأولى لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كان وحدهم الذين نجوا من حفلات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينيات والستينيات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون والإخوان المسلمين، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط -كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر اختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى "السادات" وخلفه البابا "شنودة" قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب.
الاصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن السيد الرئيس "السادات" لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعد أن أزاح ما يعرف بـ"مراكز القوى الناصرية" كان لابد وأن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 بات "السادات" أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي -دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر .. إلا أن النار قد التهبت وكان لابد من أن يكون للبابا "شنودة" رأيا فيما حدث.
قبل هذا كان البابا "شنودة" قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس "السادات" في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟!
بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس "السادات" بزيارة إلى أمريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة لـ"السادات" رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة "السادات" كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن "السادات" بأن البابا "شنودة" يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي, الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة..
بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر"، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.. أصبحت القطيعة بين "السادات" والبابا "شنودة" هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام "السادات" الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، ولعل "السادات" فعل ذلك درءا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط.

حكم مبارك

تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس "السادات" بحكم منصبه كنائب له.

وفاته


جثمان البابا فى كامل هيئته الكهنوتية على كرسى القديس مرقس فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، 18 مارس 2012
أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يوم السبت 17 مارس 2012، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً.[4]
وأضاف في بيان رسمي:
«المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع.»
تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا فى كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد فى وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، فى حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذوكسية. ويستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة.[5]

المصادر

وصلات خارجية








صورة البابا شنودة الثالث بعد وفاتة والقاء نظرة الوداع

*
صورة البابا شنودة الثالث بعد وفاتة والقاء نظرة الوداع

صورة البابا شنودة الثالث بعد
صورة البابا شنودة الثالث بعد



صورة البابا شنودة الثالث بعد
صورة البابا شنودة الثالث بعد
صورة البابا شنودة الثالث بعد
صورة البابا شنودة الثالث بعد



*
*

من ملفات الاهرام البابا شنودة‏..‏ قصة حياة في وادي النطرون أسرار اختياره دير الأنبا بيشوي ليكون مثواه الأخير



ربنا موجود

هناك شريط طويل‏..‏ ممتد مليء بالذكريات يسكن كل بقعة في دير الأنبا بيشوي‏..‏ يحكي فصولا مؤثرة في حياة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية‏..‏
فيه أفراحه وأحزانه.. فيه صباه وشبابه وفيه كهولته.. فيه قصة حياته وإليه يعود جسده مودعا الحياة.. ويبقي تاريخ نضاله الكنسي تتوارثه الأجيال.
لم يكن دير الأنبا بيشوي في حياة البابا شنودة مجرد مكان عاش فيه.. الدير ذاته كان يعيش في وجدانه.. كلما جرفه تيار الحنين إلي عبق الماضي وعنفوانه.. لم يجد حوله ما يحتويه سوي دير الأنبا بيشوي.. يطلق فيه لذاته العنان تاركا وراءه هموم الدنيا ومسئوليات جسيمة ألقاها القدر فوق عاتقه.
أراد القدر أن يكون هذا المكان محور تكوين شخصية البابا شنودة واختاره البابا ليسجي فيه جسده, وكما احتواه في الحياة يحتويه في الممات.. هكذا أوصي شفاهة ذات مرة الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي عندما خالجته مشاعر قرب النهاية.
في الطريق إلي منطقة الأديرة بوادي النطرون يخيم الصمت علي المكان.. صمت الحزن علي وداع البابا.. اختار من يعيشون في تلك المنطقة بكاءه دون دموع وما أعظم وأنقي البكاء بلا دموع.
هناك حالة تنشر في أجواء الطريق المقفر المؤدي لميزان القلب- مناخ الحزن.. لا يصدق أن البابا شنودة قد رحل وفي انتظار جسده القادم من كاتدرائية العباسية بالقاهرة في تلك اللحظات.. اللافتات التي ترشد للأديرة الأربعة التي تحتويها المنطقة.. لم تعد تبتسم لمجيئه اسبوعيا.. أنهار الدموع تجري علي وجنتيها..
في الطريق إلي دير الأنبا مقار والسريان والبراموس والأنبا بيشوي.. روح البابا شنودة أتت قبل أن يجيء جثمانه.
في دير الأنبا بيشوي كان يستطيع البابا رؤية الحياة بصفاء السماء ويجد العون من صانع الكون علي اتخاذ القرار وظل حريصا طوال حياته علي الإقامة فيه ثلاثة أيام في الأسبوع.. يختلي بنفسه يفكر ويتعبد ويدعو الله في الشدائد.. حتي تنقشع سحابات الحزن والألم.
لم يكن دير الأنبا بيشوي وفق ما دونته الكنيسة هو دير الرهبنة للبابا شنودة لأنه حينما اشتاق لحياة الرهبنة توجه إلي دير السيدة العذراء السريان وهو دير ملاصق لدير الأنبا بيشوي وكان دير السريان في ذلك الوقت مكانا جاذبا لشريحة جديدة من طالب الرهبنة من المتعلمين لما يحتويه من كتب ضخمة للمخطوطات والمراجع القديمة واستطاع رئيس الدير الأنبا ثاؤفيليس أن يصير أبا روحيا للبابا شنودة.
في تلك اللحظة التي كانت تتم فيها عملية انتخاب البطريرك الجديد أصر البابا شنودة أسقف التعليم وقتها أن لا يشترك في التصويت واختار الذهاب إلي دير الأنبا بيشوي والبقاء فيه ويوم إجراء القرعة الهيكلية توجه إلي الكنيسة الأثرية منه وظل مصليا بجوار الأنبوبة التي تحوي رفات الأنبا بيشوي: حتي تلقي خبر قيام الطفل أيمن يعلنه فوزه بالاختيار.
وتوثقت علاقته بدير الأنبا بيشوي.. مما جعل الدير مسرحا مهما لكثير من الأحداث.. فكان المكان الذي يعتزل فيه كلما ألمت به ضيقة أو أزمة.. مثلما حدث في أواخر التسعينيات حينما رفض استقبال وفود التهنئة الرسمية بعيد الميلاد وذهب ليصلي قداس العيد هناك احتجاجا علي رد الفعل الحكومي حيال حرق إحدي كنائس القاهرة وكان ثمة بداية خلاف مع الرئيس الراحل أنور السادات, واحتدم الخلاف معه حينما رفض قداسته مصاحبة السادات في زيارته التاريخية إلي القدس وإصراره حل المشكلة الفلسطينية أولا ووصل ذروته في سبتمبر عام18 عندما عزل إداريا من البابوية.
وقتها أصر البابا مغادرة الدير وتوجه إلي مغارته التي تبعد عنه21 كيلو مترا وعندما علم رئيس الدير الأنبا صرابامون توجه إليه ومعه أحد الأساقفة لإقناعه بالعودة مرة أخري إلي الدير حتي لا تتم تحديد إقامته بالمغارة وتمكنوا من إقناعه ولم تمر ساعات وفق ما يرويه أسقف الدير حتي كانت قوات الأمن المركزي قد وصلت لتقيم كردونا أمنيا يحيط بكل الدير وأقيمت نقطة أمنية لتأمين المكان, وبدأت مرحلة جديدة بالتحفظ علي البابا في علاقته بالدير وهي علاقة الإقامة الدائمة التي استمرت من5 سبتمبر18 وحتي5 يناير.58
ويحكي مينا القمص شنودة صادق حيث كان والده يذهب إلي الدير بصحبة ثلاثة من الآباء من تلاميذ البابا قائلا كان والدي يحرص دائما علي زيارة قداسته لقضاء ثلاثة أيام معه بالدير طوال فترة التحفظ.
وكرس البابا وقته طوال تلك الفترة ليقوم بنهضة واسعة داخل دير الأنبا بيشوي.
في دير الأنبا بيشوي تكونت شخصية البابا شنودة الثالث وإليه يعود جسده يواريه الثري.


*